الأحد 24 نوفمبر 2024

لاجئه في اسطنبول

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

خلوته ليدخل احد رجاله
الذي كلفهم بأحد الأعمال 
صوته الرجولي الحاد هدوءه المرعب كفيل بأن يبث الړعب في اعتى الرجال.
أين هي .
سيدي مازالت في المسجد لم تخرج.
خرج الرجل مرتعدا حامدا الله على نجاته.
عاد بذاكرته صباحا عندما كان مارا بالشارع الرئيسي بسيارته الفاخره التي تتوسط اسطولا من سيارات الحراسه بطرف عينيه لمح جسدا هزيلا ملتف بعباءه سوداء يمشي على الرصيف دقق النظر فعرف انها فتاه امر السائق بابطاء السياره.
أخذه فضوله لملاحقتها رآها تجلس على كرسي خشبي في إحدى الحدائق العامه تجمدت الډماء في عروقه عندما لمح عينيها الخضراء الدامعه كانتا شبيهتين بغابه استوائيه ماطره اي جمال تمتلكه هذه الفتاه تحت وشاحها الاسود و عبائتها الفضفاضه
امر احد رجاله بمراقبتها ثم انطلق لاتمام اعماله.
عوده إلى الحاضر
توجه الى البار الصغير في ركن المكتب و سكب كاسا ثم شربه دفعه واحده لعق شفتيه بتلذذ و هو يتوعد
في نفسه ستكون له عاجلا او اجلا وسيستمتع بجمالها الأسر و عينيها الفاتنتين....
الفصل الثالث
مغادره المخيم
ثلاثه أشهر قضتهم لين داخل المخيم حاولت بكل الطرق ان تتاقلم رغمه صعوبه الحياه.
تعلمت بعض دروس التركيه من خلال البرامج التي وضعها مسؤولوا المخيم كمحاوله لادماج اللاجئين مع محيطهم الجديد.
لم تصدق نفسها و هي تمسك ورقه التصريح لدخول الاراضي التركيه. رغم معارضه السيده وداد لها إلا انها لم تثني من عزمها على تحقيق حياه جديده.
فهذه الخيم البلاستيكية ماهي إلا مرحله و يجب تجاوزها فهي لن تستطيع إكمال كل حياتها هنا.
عزمت بكل قوتها على الرحيل فهي قد تجاوزت مصائب من قبل رغم صغر سنها فقد فقدت والديها و بيتها و أصبحت مشرده لن يحصل لها شي أسوأ من مرت به هذا ما ظنته لين و هي تحزم حقيبه ظهرها الصغيره التي تحتوي ملابسها و ملابس شقيقها.
احتضنتها السيده وداد بكل قوه و الدموع لم تفارق عينيها. لقد أحبت لين كثيرا رغم قله حديثها مقارنه بثرثرتها هي. اوصتها على نفسها و على أخيها و دعت لاجلها كثيرا.
بعد ساعات قليلهكانت تتفحص بعينيها الجميلتين المباني الشاهقه في المدينه و هي تشد على يد اوس بقوه خوفا من فقدانه في هذا الزحام الشديد.
جلست على كرسي خشبي في حديقه عموميه لترتاح. لم تكن تعرف أين ستذهب او ماذا ستفعل نظرت الى الورقات النقديه القليله بقله حيله قبل ان تتجه الى إحدى العربات المتجوله لتشتري بعض الشطائر و الماء لها و لاخيها.
شدت الوشاح على رأسها بقوه و هي تنظر إلى عبائتها السوداء الفضفاضه تتفقدهامتوجسه من العيون الكثيره التي كانت تنظر إليها أينما حلت.
اختي انا تعبت من المشي صارنا ساعات و الدنيا عتمت وين راح ننام. سالها اوس ببراءه.
نظرت الى عيني أخيها الخضراء الشبيهه بعينيها الفاتنه.
ماذنب هذا الصغير في قرارات اخته المتهوره كيف لفتاه صغيره في الثامنه عشر من عمرها ان تدخل بلادا غريبه بمفردها لو انها بقيت مع جارتها ام إحسان لكن هي لم تغادر الا عندما جاءت إحسان و زوجها و صغارها ليسكنوا مع امها بعد أن تدمر منزلهم.
لن تنفعها الامنيات او الندم يجب أن تتصرف أين ستنام هي و شقيقها الليله. سيحل الظلام و سيمتلئ المكان باللصوص و المجرمين.
بلغه تركيه ركيكه استطاعت ان تقنع إمام المسجد الذي وجدته صدفه ان يجعلها تنام هذه الليله في الجامع رافقها إلى الجزء المخصص للسيدات الذي كان فارغا اعادت إلى الركن الذي فرشت فيه غطاء رقيقا. نظرت الى اوس الذي غط في نوم عميق بينما هي ظلت ليلتها تفكر و تدعوا الله فماذا تستطيع فتاه وحيده لاحول و لاقوه لها غير الدعاء.
الفصل الثاني
مخيم اللاجئين
خيمه بارده تتشاركها مع امرأه وولدين صغيره ضحيه اخرى فقدت زوجها و بقيه أفراد عائلتها و جاءت إلى هذا الملجأ الذي يقع على الاراضي التركيه.
نظرت الى الفراش الصغير الموجود في طرف الغرفه بغطاء رقيق بدون وساده.
فكرت قليلا هل هذا ما سيقيني برد الشتاء القارس انا و اخي كيف سنعيش هنا.
لم تكن تملك الكثير من المال بعض الورقات النقديه اعطتها لها الجاره ام إحسان. كم ترجتها ان تبقى معها خليكي يا بنتي و الله خاېفه عليكي انت صغيره و اخوك كمان صغير كيف راح اتدبرو حالكن لك مفكره انها سهله عيشه المخيمات لك هون احسنلك.
بس ياخالتو لامتى راح ظل هيك ليكي مثل مانك شايفك هون غربه و هناك كمان غربه ماراح تفرق بس امانه ادعيلي الله يسترها معي اذا الله راد و تسهلت اموري هنيك ماراح أنساكي راح ابعثلك انت الوحيده البقيانه من اهلي.
الله يحفظك يا بنتي و سامحيني انا بعرف انك مانك لاقيه راحتك و بنتي و جوزها هون. .
صوت السيده التي تتشاركها الغرفه و هي تناديها أخرجها من شرودها اختي لين وينه اخوكي الدنيا عتمت و الجو برد كتير روحي جيبيه و انا راح شوف شو في عشاء.
اومات لها بايجاب ثم شدت الغطاء الاسود
باحكام على وجهها و خرجت من الخيمه بروح خاويه تبحث عن أخيها الصغير الذي كان يلعب مع بعض الأطفال أمام الخيام المنتشره هنا و هناكجذبته سريعا من يديه و دلفت الخيمه مره اخرى وجدتها مضائه بقنديل كبير معلق في السقف.
اختي كيف بقدر احصل على غطاء تاني و الله امبارح جمدنا انا و اوس.
المسؤولين هون كل فتره بيوزعوا غطاء و فراشي على الخيام بس لما بتروحي لعندهم بيظلوا يماطلوا راح يقولولك قدمي طلب و بعدين بتبقى تستنى و ماراح يعطوكي شي الا اذا هن بهدهم. لان في اوقات معينه بيوزعوا فيها الاكل و الا غطيه و الفراش اساليني انا صارلي 8 شهورعلقانه هون... .
طيب شو الحل راح ڼموت هيك.
في خيمه كبيره موجوده اطرف المخيم لما تشوفيها راح تعرفيها روحي و قابلي المسؤول هنيك بلكي بيحن قلبه و يعطيكي شي تدبري حالك فيه.
طيب انا من بكره الصبح راح روح لعنده .
طيب حبيبتي لاتنسى تحطي الغطاء على راسك و الله خاېفه عليك و انت ماشاءالله كتير حلوه و العالم خطړ هو الله يسترنا يا رب.
حاضر يا اختي ماراح انسى.
طيب تعي كليلك لقمه و الله انا من يوم ما اجيتي ماشفتك عم تاكلي.
كثر خير و الله انا لولاكي ماكنت راح اعرف اتصرف.
تمددت على الفراش البالي تحتضن أخيها الصغير بقوه تفكر ماذا ستفعل كيف ستعيش هنا خيمه بلاستيكه لا تحميهم من برد الشتاء و امطاره و ثلوجه البارحه استيقظت على انين احد الطفلين يعاني الحمى السيده وداد التي تتشاركها الخيمه حكت لها كثيرا عن عده أطفال ماتوا هنا بعده أمراض كالحمى بسبب بروده الطقس.
اغمضت عينيها بتعب تتمنى في غد افضل.
في الصباح ذهبت إلى خيمه احد المسؤلين على المخيم وبعد طول انتظار لم تعد سوى بوعود و بضعه كلمات.
الفصل الاول
حرب
في إحدى أرياف مدينه حلب السوريه و تحديدا
في غرفه مظلمه كئيبه تجلس فتاه ذات جمال خيالي كأنها اميره هاربه من إحدى القصص الخياليه تحتضن ركبتيها كعادتها منذ اكثر من سته أشهر عينيها الخضراوان الجميلتان انطفأ بريقهما لتحل محله دموع الحزن و القهر على عائلتها التي فقدتها بسبب الحړب لم يتبقى لها سوى اخاها الصغير اوس.
هو الوحيد الذي يستطيع أن ينسيها ألم فراق امها و ابيها و منزلها الذي تحول إلى ركام.
تتذكر ذلك اليوم المشؤوم جيدا عندما أرسلتها امها لقضاء بعض الحاجيات من الدكان القريب رفقه أخيها الصغير الذي لم يتعدى عمره الخمس سنوات.
صوت طائرات قادمه شق سكون الحي الهادئ الذي كانت تسكنه بدون تردد أمسكت يد أخيها الصغير و هرولت عائده الى دكان العم فؤاد الرجل العجوز 
الطيب الذي رفع يديه إلى السماء داعيا بالڤرج و النجاه.
تتذكر جيدا كيف تدمرت بعض البيوت و تحول المكان إلى خړاب. الصړاخ و البكاء عما المكان.
مازلت صور منزلها المدمر في ذاكرتها لم تستطع تحمل خير وفاه والديها حتى اغمي عليها و لم تستيقظ الا بعد اسبوع كامل.
كم كانت تتمنى ان تستيقظ و تجد نفسها في منزلها وسط عائلتها كم اشتاقت إلى الركض في حقول القمح المجاوره مع أخيها الصغير كم افتقدت دلال والديها و حضنهما الدافئ.
مسحت دموعها بكفيها عندما لمحت اوس يطل براسه من باب الغرفه التقفته بين يديها و اجلسته على ساقيها تضمه اليها بشده وټشتم رائحته.
كم هي ممتنه لجارتها الارمله ام إحسان لأنها استقبلتها في بيتها كل هذه المده و عاملتها بكل حب و موده و لكن الى متى ستستمر حياتها هكذا
علي
بعد اسبوع....
مساءا يدلف علي الى مكتب جان في الشركة و على وجهه علامات القلق...رمقه الاخر ببرود قائلا بوقاحة
ماالذي حصل لما تبدو مړتعبا...هل ...
رمقه على بغيض ثم اردف لا فائدة منك يا لوح الثلج...لا أعلم من أين تأتي بهذا البرود و اللامبالاة..
ذلك المخنث الإيطالي ليوناردو يريد القضاء عليك لأخذ مكانك في مجلس زعماء الماڤيا بأوروبا و انت هنا تمزح... انا حقا لاافهمك.. .رمى جان القلم من يده ليصدر صوتا مزعجا على المكتب قبل أن يتشدق بتهكم انت غير معقول يا رجل.. صديقي منذ سنوات طويلة و لازلت لا تعرفني جيدا...تعلم جيدا ان شخصا كليوناردو لا يخ٧يفني و لا يشكل ټهديدا لي... انه مجرد كلب جبان لا يستطيع سوى النباح... لذلك لا داعي لكل هذا القلق... انا اعرف ما أفعل جيدا.
على بنبرة هادئةلكنك الان متزوج...قد ېؤذيها بأي شكل و كمان قلت هو مجرد كلب جبان و الجبناء لا يهاجمون مباشرة بل يلجئون الى الغدر و الحيلة.. لا أحد يجرء بالاقتراب من عائلتك... لكنهم يعلمون انك تزوجت .جان و قد لمعت عيناه پغضب مخيف اقسم ان فكر أحدهم مجرد التفكير في الاقتراب من لين لن اتردد في القضاء عليه هو و من يعرفهم جميعا... 
تمتم علي و هو ينهض حسنا لتكن حذرا فقط ... انا ذاهب إلى المنزل أشعر باني متعب .جان ببرود انت تبدو شاردا هذه الأيام.. هل بسبب تلك الشقراء الذي افلس والدها.. علمت بأنها لاتناسبك
علي بنبرة حزينة لا لقد تركت تلك الفتاة منذ فترة طويلة.... انا احب فتاة أخرى... احبها حقا و لكني لا استطيع الحصول عليها انها كنجمة مضيئة في السماء... سابقى اشاهدها من بعيد فقط تعجب جان من حال صديقه الذي يراه لأول مرة بهذا الشرود و الحزن ليقول باصرارلما لا تخبرني مابك... قد أتمكن من مساعدتك... لكن قل لي من هذه الغبية التي تجرأت على رفضك.. قل من هي و سأحضرها راكعة تحت قدميك خلال نصف

انت في الصفحة 6 من 8 صفحات