الأربعاء 27 نوفمبر 2024

عشق الادم

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات

موقع أيام نيوز

ياماما ياريت احسن انا زهقت بصراحة 
في مكتب آدم بالشركة
يجلس آدم وراء مكتبه و قد ظهرت علامات التعب جليا على وجهه و هيئته خصلات شعره المبعثرة على جبينه و ربطة عنقه المرتخية 
رفع سماعة الهاتف قائلافي حد حييجي دلوقتي دخليه على طول و جيبلي فنجان قهوة ثاني 
وضعت السكرتيرة ندى سماعة الهاتف قائلة بتعجبدي خامس مرة يطلب قهوة مالوا داه يلا و انا مالي اما اقوم اعمل القهوة بسرعة احسن يرفدني باين مزاجه معكر النهاردة 
بعد حوالي نصف ساعة سمع آدم طرقات متتالية على الباب ليأذن للطارق بالدخول اعتدل في جلسته مرحبا بضيفه 
آدماتفضل يادكتور انت طبعا عارف اني مقدرش الفترة دي 
الدكتور سمير مفيش مشكلة حضرتك 
آدم تشرب إيه 
الدكتور سمير قهوة سادة لو سمحت 
أومأ آدم بإيجاب و هو يرفع سماعة الهاتف 
الدكتور و هو يخرج مدونة صغيرة من حقيبته الجلدية لكتابة ملاحظاتهحضرتك أكيد في تطورات حصلت علشان كده طلبتني هنا 
آدم بضيق أيوا بقيت بفقد السيطرة على اعصابي اكثر من الاول مش عارف بس حالتي كل يوم بتزيد للأسوأ بالاخص مع مراتي بقيت مش مستحمل منها كلمة مش على مزاجي 
و هي بقت تشك بقت عاوزه تعرف كل حاجة 
الدكتور باهتمام انا سبق و سألتك السؤال داه في الجلسة اللي فاتت انت ليه مش عاوز تحكيلها حتى و لو جزء من الحقيقة يمكن ترتاح و تفهم سبب تصرفاتك معاها 
آدم پغضب أحكيلها إيه مش حتفهم و حتسيبني 
الدكتور بشك و انت حتقبل بداه 
آدم لا طبعا مستحيل ياسمين مراتي و حتفضل مراتي لأخر يوم في عمري مكانها جنبي و معايا برضاها او ڠصب عنها 
الدكتور بتحبها 
آدم بتعجب من سؤاله طبعا انا بعشقها مش بحبها بس 
ليه هي بالذات 
آدم بابتسامة مش عارف بس اول مرة قابلتها تشديت ليها برائتها و عفويتها زي الطفلة الصغيرة ملامح وشها البريئة كانت مختلفة جدا عن أي بنت قابلتها في حياتي و بعد ما تجوزنا لقيت نفسي عايش في الجنة بالرغم من المدة القصيرة اللي عشناها مع بعض بس هي عوضتني على سنين الوحدة و الحرمان اللي عشتهم في حياتي مبقتش عاوز غيرها من الدنيا بس دلوقتي كل حاجة تغيرت و انا السبب مش عارف اتخلص من الماضي بقيت بفقد السيطرة على نفسي من أقل حاجة انا إمبارح ضړبتها محسيتش بنفسي لما قلتلي إنها حتبعد عني و تسيبني بقيت
مچنون مش شايف أدامي غير صورتي و انا طفل صغير وحيد و ضايع من غير عيلته إحساس الوحده صعب جدا مفيش حد يتحمله بالاخص لو كان طفل صغير عمره ست سنين انا عاوزها بس تبقى معايا تهتم بيا مش عاوزها تهتم بأي حاجة غيري انا و بس 
الدكتور و هو يعدل نظارته حبستها 
آدم و قد وقف من مكانه قائلا بانفعال كان لازم أعمل كده من دلوقتي مكان اي ست هو بيتها تهتم بجوزها و أولادها مش تقضيها فسح و خروجات و تهمل بيتها و تسيب ولادها للمربيات انا مش مخليها محتاحة اي حاجة بجبلها كل
اللي هي عاوزاه و من غير ماتطلب حتى عيلتها 
الدكتور عشان كده اخترت واحده من عيلة متوسطة تقدر تاخذ بنتهم و تديهم بدالها فلوس اشتريتها كأنها جارية و بكده حتقدر تتحكم في حياتها زي ما انت عايزو بتمشيها بمزاجك عاوزها تحت سيطرتك مهما أمرتها تقلك حاضر انت اخترت واحدة صغيرة و بريئة لسة متعرفش حاجة من الدنيا عاوز تشكل شخصيتها حسب رغبتك صفحه بيضاء تقدر تكتب فيها براحتك بس هي تمردت عشان كده عاقبتها 
انت للاسف لسه مش قادر تميز في تعاملك بين مراتك و حد ثاني انا بنصحك تتكلم معاها في حاجز كبير بينك و بينها لازم تتخطاه و داه مش حيحصل غير بالحوار مش حتقدر تعيش حياة طبيعية غير لما تتجاوز عقدة الماضي
اللي عندك انا حستأذن دلوقتي و يا ريت تحاول تطبق كلامي في أسرع وقت 
آدم و هو يصافحه إنشاءالله يا دكتور و انا حكلمك عشان نحدد معاد ثاني في أقرب وقت 
أومأ الطبيب مستأذنا ليترك آدم في دوامة من الأفكار التي تعصف برأسه و أهم مايشغله هو حال صغيرته التي تركها في المستشفى بعد أن إطمئن عن صحتها تنهد بحزن و هو يفكر كيف ستسامحه بعد ما فعله بها
الفصل السابع و العشرون
تجلس في شرفة غرفتها وحيدة صامتة كعادتها منذ عودتها من المستشفى منذ يومين لم تكلمه لم تنظر إليه جاء مساء ليقلها من المشفى إلى القصر بهدوء ليرحل بعدها بهدوء
ابتسمت بسخرية و هي تعود بذكرياتها إلى أول يوم وطئت فيه قدماها شركته المشؤومة إعجاب أو ربما إنبهار بوسامته رجولته صرامته و قوة حضوره و شخصيته القيادية او ربما ثروته لم تكن الوحيدة التي بل
38  39  40 

انت في الصفحة 39 من 76 صفحات